تشهد بيئة الأعمال الخدمية تغيرات متسارعة وتطورات هائلة على الساحتين الاقليمية والدولية، ونظرا لما تلعبه المنظمات الخدمية من دور هام على مستوي خطط التنمية فقد زاد الاهتمام بقضايا جودة الخدمات على مستوي جميع القطاعات الخدمية المختلفة في معظم دول العالم ويعد المجال الصحي من أهم المجالات الخدمية التي تحتاج إلى التطوير الدائم لزيادة الطلب عليه بصورة مضطردة فضلا عن طبيعة الخدمات ذاتها والمستمرة نظرا إلى الدقة والتحديث من خلال متابعة كل جديد تحتاج دائما( ليلى عماد، 2010 ) .
ويفضل الإنسان استخدام كافة وسائل التكنولوجيا الحديثة للحصول على الرفاهية وكذلك حل المشكلات ولذلك يلجأ إلي أجهزة الكمبيوتر عن طريق برمجيتها حسب كل حالة يحتاج إليها عن طريق وضع برنامج مفصل خاص بها ووضع كل الشروط وتغذية أجهزة الحاسب بالبيانات والمعلومات اللازمة وكذلك الاحتمالات المتنوعة لحل هذه المشكلات أو توابع حدوثها.
لذلك انتقل توجيه أجهزة الحاسب الآلي من تلقينها بالإرشادات التفصيلية إلي تعليمها بالأمثلة وستكون مهمة الحاسب الآلي هي العثور على أسباب كل سيناريو بناء على الإحصاءات والاحتمالات وتزويدنا باستنتاجاتها والقيام بالإجراء المناسب لذلك السيناريو المحدد ( على السلمى، 2002) .
وقد بدأت أبحاث الذكاء الأصطناعي منذ عدة عقود حيث وصف الآن تورينج الذكاء الاصطناعي بالطريقة التي يعمل بها في الوقت الحاضر وهو ما نريده هو آلة يمكنها التعلم من التجربة وأن إمكانية السماح للآلة بتغيير تعليماتها توفر آلية لذلك.
وقد اقترح تورينج أيضا اختباراً لتحديد ما إذا كانت الآلة الذكية المتوقعة قد وصلت للمستوي الذي أقترحه أم لا.
وهذا الاختبار يسمي أختبار تورينج ويعد برنامج chat bot مثالا رائعا على آلات الذكاء الاصطناعي التي تجيب على الأسئلة البشرية بطريقة لن تعرف ما إذا كان ردها بشريا أم آليا.
إذن فقد بدأت الأبحاث على تطبيقات الذكاء الاصطناعي منذ عدة عقود ولكننا لم نسمع عنها بالصورة الحالية إلا في الفترة الأخيرة بهذا التكرار فقد كان نمو هذا التطور التكنولوجي بطئ لحد كبير وذلك بسبب النقص في الأجهزة عالية الأداء والبيانات التي تساعد في نمو وتطور الذكاء الاصطناعي أما الآن فهناك وفرة وتطور سريع ومتلاحق في الأجهزة عالية الأداء وهي متاحة للجميع وكذلك أصبحت تكاليفها منخفضة مقارنة بالماضي وزادت عدد الشركات المصنعة لهذه الأجهزة وكذلك المواقع الإلكترونية التي تساعد في تشغيلها وتحديثها ( عبد القادر محمد، 2015 ) .
ولذلك فنجد فيها التطور المستمر الذي من المفترض أن يواكب التطور التكنولوجي السريع من أجل الارتقاء بمستوي العمل وتيسيره وخدمة المواطنين وكذلك الفرد العامل في المؤسسة أو المنشأة الطبية .
ونظرا للتطور التكنولوجي الكبير فنجد أن الميكنة والموارد البشرية الإلكترونية أصبحوا متواجدين أمامنا في كل المجالات ومن منطلق هذا التطوير فإن الذكاء الاصطناعي يفترض تواجده كعامل أساسي لتغيير كفاءة الموارد البشرية داخل المؤسسات التي تدعم هذا التطور للتسهيل والتسيير على المستجدين والمتعاملين والمنتفع وكذلك توفيراً للوقت والاستثمار فيه وتقليلاً للأيدي العاملة والعنصر البشري تجنباً للخطأ ولإعطاء مصداقية ومساواة في العمل وتحسين جودة الخدمات الصحية ( عنان نور الدين، 2007 ) .
ولقد جاءت هذه الدراسة، لكي تسلط الضوء على دور الذكاء الاصطناعى فى تحسين جودة الخدمات الصحية